محمد كسرواني
انتشرت مؤخّراً على صفحات التّواصل الإجتماعي أخبار علميّة عن فيروس كرورونا (كوفيد-19) تتحدّث عن ارتباط الوباء بفئات الدّم، وإنّ أصحاب فئة "دم O" لا يُعاني من عوارض للوَباء، فيما يُعاني ذوو فئة "دم A" من عوارض حادّة.
التّغريدات التي انتشرت لم تُرفق بمَصدر علميّ، وأخذت منحى فُكاهي يعتمد على سؤال الأصدقاء عن فِئات الدّمّ وتَجارب المُصابين. فما الحقيقة العلميّة لعلاقة فئة الدّمّ بالوباء المُستجد؟
تشرح الأخصّائيّة في الأمراض الجُرثوميّة الدكتورة ندى شمس الدّين لموقع "كورونا نيوز" الحقيقة العلميّة وراء الموضوع المُثير للجَدل. تقول الدكتورة شمس الدّين إنّ مصدر الدّراسة هو المجلّة العلميّة العرقيّة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين" (The New England Journal of Medicine) البريطانية بعدَدها الصّادر في في 15 تشرين الأوّل 2020، وهي من أقدم المجلات التي تُعنى بنَشر المَقالات والبُحوث العمليّة ومقالات مُراجعة وتقارير حالات.
فالدّراسة بدأت مع بَداية انتشار فيروس كورونا إذ لوحظ اختلاف في أعداد الوفيّات اليومي بين الدّول الأوروبيّة التي تَشهد انتشاراً كثيفاً للوباء. هذا الأمر دفع بالعُلماء إلى دارسة انتشار الوباء في 4 دول هي إسبانيا وإيطاليا (أعداد وفيّات يومي مرتفع) مقارنةً بألمانيا والنّروج (أعداد وفيّات يومي منخفض).
الهدف من الدّراسة يكمُن في معرفة ما إذا كان يوجد اختلاف بالجينات بين شعوب الدّول الأربعة، ودراسة ما إذا كانت هذه الجينات تتفاعل بشكلٍ سريع مع الفَيروس ما يؤدّي إلى وفاة، مُقابل جينات تُكافح وتخفّف من عوراض الفيروس حتّى الشّفاء منه.
وتُضيف الأخصّائيّة في الأمراض الجرثوميّة الدكتورة ندى شمس الدّين إنّ "الدّراسة أظهرت أنّ الجينات تلعب دوراً في مُضاعفات معيّنة في التّعاطي مع الفَيروسات ومنها كورونا. كما أظهرت أنّ لفئة الدّم دوراً في تفاعُل الجسم مع الوباء، إذ تبيّن أنّ المُصابين بكورونا ويعانون من عوارض حادّة هم من فئة "دم A"، أمّا المصابون بعوارض طفيفة هم من فئة "دم O".
وتشير إلى أنّ حامل فئة الدم A مُعرّض أكثر للإصابة بالفيروسات والتّفاعل معها، لكنْ الجديد أنّ الدراسة أثبتت الرّابط بين الفئة A والفيروس المستجد "كوفيد-19".
وتختم الدكتورة شمس الدّين أنّ المَعلومات الواردة لا يُمكن تجاهُلها فهي نَشرت في مجلّة عريقة خاصّةً أنّها أثبتت أنّ الجميع قد يصابون بالوباء وأنّ الفيروس لا يفرّق بين فئات. وتُضيف "المُهم الآن لمواجهة الفَيروس الوِقاية واتخاذ كافّة الإجراءات الوقائيّة، إلى حين ايجاد اللّقاح وتوفيره إلى جميع سكّان العالم".