محمد كسرواني
تُثير متطلّبات التّخزين الباردة لأوّل تجربة ناجِحة على لقاح محتَمل لفيروس كورونا (كوفيد-19) تساؤلات عن كيفيّة نقلهِ من المَصانع إلى الدّول، خاصّةً النامية منها. فبحسب إعلان شركتا "بيونتيك" الألمانيّة و"فايزر" الأمريكيّة العملاقة للمستحضرات الطبيّة فاعليّة اللّقاح بنسبة 90% في مواجهة الفيروس، إلّا أنّه يحتاج إلى الحفظ في درجة حرارة تصل إلى 70 درجة تحت الصّفر.
فكيف سينقل إلى لبنان؟ وكيف تتجهّز وزارة الصّحة اللّبنانية، خاصةً بعد توقّع الوزير حمد حسن تسلّم لُقاح "فايزر" (إن أثبت نجاحه) في مدّة أقصاها الشّهر الثاني من السنة الجديدة 2021؟
مُستشار وزير الصّحة العامّة الدّكتور إدمون عبّود قال في تَصريح لمَوقع "كورونا نيوز" إنّ الوزير حسن شكّل لجنة علميّة تضمّ فعاليّات من الوزارة منها مُستشارين وممثّلون عن منظّمة الصحٍة العالميّة، نقابة الأطبّاء، اليونيسف، والبنك الدّولي، موكلاً إليها مهمّة تحضير الأرضية للقاحات الكوفيد-19.
وأضاف عبّود إنّ بعض اللّقاحات التي يتمّ تطويرها حالياً ستحتاج إلى حرارة عاديّة ويُمكن نقلَها وحفظها بالبرّادات، وهناك لقاحات أخرى كلُقاح "فايزر" يحتاج إلى درجات حرارة 70 درجة تحت الصّفر، وفي كِلا الحالتين تَدرس اللّجنة كل آليات نقل اللّقاحات وحِفظها.
مباشرة إلى "مكان التّلقيح" ..
ويُتابع مُستشار وزير الصّحة في حديثهِ لمَوقعنا، إنّ اللّقاحات التي ستحتاج إلى حرارة مُتدنيّة ستتطلّب تجهيزات خاصّة، ومن الممكن إذا اعتمدت أن تنقل مباشرة إلى "مكان التّلقيح" دون مرورها بمخازن الوزارة، لأنّه بحسب المعروف علمياً حتّى الآن فإنّ فعّاليّتها لا تدوم طويلاً بعد خفض حرارتها. وكانت اعلنت "فايزر" أنّ اللّقاح يُمكن أن يبقى فعّالاً لمدّة خمسة أيّام فقط بعد ذوبان الثّلج من حوله، لكن هذا لا يَضمن وجود الوقت الكافي لاستخدامِه.
اللّقاح سيُسافر عبر الطّائرة كـ"بضاعة مبرّدة" ..
من جِهَتها وبِحسب مَوقع منظّمة "يونيسيف" التّابع للأمَم المتّحدة، فإنّ اللّقاح سيُسافر عبر الطّائرة كـ"بضاعة مبرّدة"، فيما أعلنت الشّركة المُصمّمة للّقاح "فايزر" عن تَطويرها صناديق نقل خاص بحجم حقيبة سفر، معبّأة بالثّلج الجاف ومثبّت بها جهاز تعقّب "جي بي إس"، ويمكنه الإحتفاظ بحوالي 5000 جُرعة من اللّقاح في درجة الحرارة المُناسبة لمدّة 10 أيّام، بشرط أن تظلّ الصّناديق مُغلقَة.
إلى ذلك تتّجه العديد من الدّول النائيّة إلى البَحث عن لُقاح بديل يحتاج إلى درجة حرارة طبيعيّة أو أقلّها حرارة تخزين بين 2 و 8 درجات (البرادات)، ما يُسهّل نَقلها إلى الأطراف والأرياف. منها دول شرق آسيا إذ تطمح بلُقاح يُصنع في دوَلٍ قريبةٍ منها كالصّين أو روسيا أو الهند، ما يُخفّف تكاليف الشّحن ويُسرّع عمليّات التّلقيح الجمٌاعِي.