خاص كورونا نيوز - ايمان مصطفى
بعد مرور عام على بَداية جائحة كورونا، ووسط الأخبار الطبيّة حول اللّقاحات المضادّة له، التي تزايدت في الأيّام الأخيرة، يظلّ السؤال الأكثر إلحاحاً في لبنان منذُ ظهور الوباء وحتى الآن "متى سينتهي هذا الكابوس؟". فكان جواب العلماء أنّ فيروس كورونا يُمكن أن يُصبح عدوى لا تزول أبداً، وتتسبّب في تفشّي المَرض بشكلٍ موسمي ولكن اقل حدة. فهل يُصبح "كوفيد-19" عدوى موسميّة تعود كلّ عام دون توقّف؟
يُجيب الأستاذ والباحث في عِلم الفيروسات في الجامعة الأميركيّة في بيروت (AUB) الدّكتور حسن زراقط، قائلاً: "إذا نظرنا إلى سُلالات فيروس كورونا، نَجد أنّها فيروسات تنفسيّة عرفناها على مدار الأعوام الماضية، وتسبّب "الزكام"، وفيروس كورونا المستجد مشابه لهذه الفيروسات على اعتبار أنه زكام حاد، ومن المُرجّح أن يحذو حذوَ هذه الفَيروسات ويُصبح موسمياً بأعراض طفيفة في اغلب الحالات، ولكن فقط عندما يتمّ الوصول إلى المناعة المجتمعيّة".
وفي هذه المرحلة من فَهم الفيروس التاجي الجديد، من غير الواضح أين يقع الوباء من طيف المناعة. فبينما يبدو أنّ معظم المصابين بفيروس كورونا يُنتجون أجساماً مضادّة، يقول زراقط، "إنّنا ببساطة لا نعرف ما هي الفترة التي تستمر فيها المناعة وتحمينا من العدوى، فالمناعة امر معقد". لذا فإنّ العلماء يتحرّكون بسرعة للإجابة عن السؤالين: إلى متى تظلّ الأجسام المضادة والمناعة بشكل عام لفيروس كورونا موجودةً في الجسم؟ وهل تحمي من الإصابة به مرّةً أخرى؟
ويضيف زراقط أنّ المناعة ضدّ فيروسات كورونا تميل إلى أن تكون قصيرة العمر، وتحدث العدوى المتكرّرة في كثيرٍ من الأحيان في وقتٍ مبكّر يصل إلى ستة أشهر بعد الإصابة السابقة، وأحياناً بعد نحو 12 شهراً. وتبدأ المناعة ضدّ الفيروسات المسبّبة لكوفيد- 19 بالتّراجع، فيُصبح بعض النّاس عُرضةً للإصابة بالعدوى مرةً أخرى. لذا سيتعيّن علينا الإنتظار لمعرفة نتائج اللّقاحات والتي لم تظهر أبداً نتائج مئة في المئة بعد.
وبالتالي، إذا حصل عدد كافٍ من النّاس على التّحصين ضدّ مرض معيّن في مجتمعِنا المحلّي بفضلِ اللّقاح، فيُمكن لهذا المجتمع أن يصل إلى ما يُسمّى بالمناعة المجتمعيّة. وجميع اللّقاحات قيد الإعداد اليوم، ستساعد في السيطرة على جائحة كورونا، وستقينا من حدّة المرض لكنّها لن تجعله يختفي.
ويَعتبر زراقط أنّه من المُحتمل جداً، بالنّظر إلى ما نحن نعلم حتّى الآن، أن "كوفيد-19" سيُصبح في النّهاية موسمياً، وسننتقل من مرحلة الجائحة إلى مرحلة الإنتشار الموسمي لفيروس كورونا، وتبعث نتائج فاعليّة اللّقاحات التي يُجرى تطويرها في مختبرات الجامعات وشركات عدّة حول العالم على مزيد من الأمل، فبحسب المعلومات التي تقدمها التجارب السريرية للقاحات، يظهر أن اللقاح يؤمن حماية كبيرة من الاصابة بالفيروس، ويبقى السؤال حتى متى ستبقى هذه المناعة؟