محمد كسرواني
لم يكتفِ فايروس كورونا (كوفيد-19) بتغيير مجرى العالم وإصابة ما يزيد عن 55 مليون شخص، بل أصبح "شبحاً" يهدّد الصحّة النفسيّة لأغلب الذين مثلوا للشّفاء. فدراسة حديثة أُجريَت في إيطاليا وفرنسا تَهدف لقياس الأثار النفسيّة للمُتعافين شملت 402 عيّنة تمّت مُتابعتهم نفسياً إثر التّعافي من الفيروس، أظهرت أنّ 55% عانوا من اضطراب نفسي واحد على الأقل، و31% من الإكتئاب و42% من القلق و20% من الوسواس القَهري. فمن هم الأكثر عُرضة للإصابة بالأمراض النفسيّة بعد التّعافي من كورونا؟ وكيف يستطيع الأهل وأسر المُتعافين مُساعدة مٌرضاهم؟
تقول مديرة مديريّة الصحّة النفسيّة في الهيئة الصحيّة الإسلاميّة الأخصائيّة ريما بدران في حديثٍ لمَوقع "كورونا نيوز" إنّ أبرز الإضطرابات النفسيّة للجائحة قد تظهر على المرضى بعد أسابيع من الإصابة بالفيروس، وإنّ أكثر الأفراد عُرضةً هم من يُعاني (قبل الإصابة) من اضطرابات القلق والتّوتّر ونوبات الهَلع.
تداخل أفكار وذكريات مؤلمة وكوابيس ..
وتُضيف: "أولى الصّدمات النفسيّة للمصابين تعود لعزل المرضى عن أسَرهم أثناء المرحلة العلاجيّة. أمّا من تَسوء حالتهم الصحيّة والذين خاضوا تجربة التنفّس الإصطناعي فقد يعانون من تداخل أفكار وذكريات مؤلمة وكوابيس خلال النّوم وهلوسات قد تشكّل مدخلاً للإكتئاب والقلق والتّوتر بشكلٍ مستَمر".
تربُط بدران بين المَشاكل النفسيّة بعد الشّفاء من الفيروسات كورونا وايبولا. تُشير في حدِيثها لمَوقعنا إلى أنّ عدداً من المُتعافين من حُمّى إيبولا النزفيّة عانى من اضطرابات نفسية، وكانوا يبررون القلق والتوتّر المفرط (كما كورونا حالياً) بالخوف من نقل العدوى إلى ذويهم خاصةً إذا لمسوا استهتاراً من المُحيطين بهم بإجراءات الوقاية. وتضيف "قد يعاني بعض أولئك من تَداعيات نفسية تتطلّب اهتمام ورعاية من أخصائيين".
النّصائح لأسر المتعافين من كورونا ..
تتوجّه مديرة مديرية الصحة النفسيّة في الهيئة الصحيّة ببعض النصائح المهمة لأسر المصابين حالياً أو المُتعافين من كورونا، تُسهم في حماية المريض من أي عوارض لاحقاً، أبرزها:
- إظهار الدّعم والإهتمام بالحالة الصحيّة للمتعافين
- تغطية احتياجاتهم ولوازمهم الأساسية
- الإستماع للشكوى أو آراء المتعافين برحلة الشفاء والفيروس
- تحفيز المتعافين على الوقاية بحدّ تجنب الإصابة مجدّداً
- تسهيل عودتهم للحياة الطبيعية (عمل، منزل، لقاءات عائلية)
- الدّعم الديني والروحي إذ أنّه ذو قيمة مهمّة في مسار العلاج النفسي
- مساعدة المريض على تقبّل فكرة العلاج النفسي من قبل مختص - إن لزِم الأمر - وعدم طرح الموضوع على أنّه جنون أو اضطراب عقلي
وتختم الأخصائيّة ريما بدران حديثها لـ "كورونا نيوز" بالتّذكير بدور الهيئة الصحيّة الإسلاميّة في مجال العلاج النفسي وإعداد مديرية الصحة النفسيّة برامج تتابع المرضى لحظة إصابتهم بالفايروس وحتّى ما بعد التّعافي من خلال جلسات دعم نفسي متخصّصة أو عبر الخط السّاخن على الأرقام التالية:
0096176736948
0096170754637