إيمان مصطفى - خاص كورونا نيوز
دخل لبنان مرحلة الإقفال الشّامل منذُ مساء السبت الواقع في 14 تشرين الثاني بقرار من الحكومة تحت شعار "إلتقاط أنفاس القطاع الصّحي"، بعد أن سجّلت الإصابات بفيروس كورونا أرقاماً قياسيّة بين الأطبّاء والممرّضين. فحتّى مساء أمس الأربعاء الواقع في 25 تشرين الثّاني سجّل عدّاد الإصابات بين العاملين في القطاع الصحي 1692 حالة تراكميّة بحسب إحصاءات وزارة الصحة العامّة.
وفي هذا السّياق، لفت رئيس لجنة الصّحة البرلمانيّة النائب عاصم عراجي في حديثِه لموقع "كورونا نيوز" إلى أنّ الأطبّاء جنّدوا أنفسهم منذُ اليوم الأول لمواجهة الوباء، وهم اليوم يواجهون خطر الإستمرار في ظلّ ارتفاع معدّل الإصابات وانتقال العدوى بشكلٍ سريع في صفوفهم، معتبراً أنّ التّوجه للإقفال العام هذه المرة يهدف لإفساح المجال أمام القطاع الصحي لاستعادة جاهزيته.
"حالة الإجهاد الشّديد التي يشكو منها القطاع الصحي"، يرجعها عراجي إلى إصابات كورونا التي طالت الجسم الطبي، قائلاً: "بالأمس القريب تُوفي طبيبان وهما يكافحان مرض كورونا"، مضيفاً إن استهتار بعض المواطنين - خصوصاً ممّن لا يحملون أي أعراض للمرض - بإجراءات الوقاية لدى توجّههم للعيادات يعرّض الطبيب لخطر الإصابة بكورونا، إلى جانب خطر التعرّض للعدوى في المستشفيات وخصوصاً في أقسام الكورونا.
وتابع: "رغم كلّ الإحتياطات الوقائية التي يتّخذها الأطباء إلاّ أنّهم يتعرضون للإصابة نتيجة عدّة أسباب أوّلها التّعامل مع عدد كبير من المرضى عن قرب يومياً، إضافة إلى غياب بعض الإجراءات التي من المُمكن أن تحمي الأطباء والممرّضين أكثر في ظل الوضع الإقتصادي المُتردّي في لبنان".
وحذّر عراجي من انهيار القطاع الصّحي في ظل هذه الأوضاع، فقد نجد أنّ عدد الأطبّاء والممرّضين ينخفض يوماً بعد يوم، وسنُعاني من نقصٍ كبير ممّا يضعُنا أمام أزمة جديدة.
وفقاً لعراجي، الإغلاق العام رغم الظّروف الاقتصادية الصّعبة، يُساعدنا ويريح القطاع الطبّي ويعطيه القليل من الوقت لإعادة تجهيز نفسه، متوجّهاً للبنانيين بالقول: "إذا أردتّم أن لا نغلق البلد مجدّداً وتتوقّف أعمالكم وأرزاقكم اتّبعوا الإرشادات الوقائيّة من كمّامة وتباعُد إجتماعي خصوصاً اجتناب السّهرات في الأماكن المُغلقة". وشدّد على أنّ الوِقاية ضَرورية جداً بشكلٍ حازمٍ وصارم على المستوى الفردي والمجتمعي.
المستشفيات تفتقر إلى لوازم حيويّة للإستجابة لفيروس كورونا
وللوُقوف على المَشاكل التي يتعرّض لها الأطبّاء في المُستشفيات اللّبنانية، تواصل موقع "كورونا نيوز" مع طبيب الأطفال المتطوّع في قسم الكورونا في أحد مستشفيات لبنان الدّكتور محمد أحمد شيت، والذي أكّد أنّ الأزمة الماليّة في لبنان سبّبت بنقص في الدولار، مما أدّى إلى افتقاد لوازم حيويّة للإستجابة لفيروس كورونا، بما في ذلك جميع المواد التي تُستخدم لمرّة واحدة مثل القفّازات، والكمّامات، والبدلات الواقية. وقال: "نضطّر أحياناً إلى استخدام الكمّامات العادية الغير فعّالة والتي لا تحمينا من رذاذ سعال المرضى أو استخدام الكمّامة الطبيّة -الملوّثة- لأكثر من مرّة".
وأضاف: "كما قيّدت الأزمة القُدرة على استيراد اللّوازم الطبيّة الضّرورية، من أمصال وغيرها من الأدوية، ممّا يجعلنا أمام مواقف صعبة لإنقاذ حياة مرضى الحالات الحرجة أو استبدال الأدوية بغيرها أقل فعالية".
وتابع: "بالإضافة إلى أنّنا سنُواجه لاحقاً مأساة إنسانية وهي اختيار المريض الأكثر حاجة لأجهزة التنفّس، إذ أنّنا نُعاني من نقص حاد بها، مما يؤدي إلى وفاة بعضهم". وشدّد على أنّ العاملين والعاملات في مجال الطّب والتّمريض عاشوا ضغوطاً كبيرة لجهة ساعات العمل الطّويلة، إذ لا يمكن أن يتفرّغ كل أطبّاء لبنان لحالات الكورونا فقط، فهناك حالات صحيّة عديدة. مما يضطّر العاملين في أقسام الكورونا للعمل لساعات طويلة جداً، ناهيك عن سوء التّغذية ممّا يؤثّر على مناعتهم في حال الإصابة. إلى جانب الأوضاع النفسيّة الصّعبة التي تواجههم.