محمد كسرواني
يومياً تتغيّر أعداد المُصابين الجُدد بفَيروس كورونا (كوفيد-19) في لبنان. لا وتيرة محدّدة تتبدّل وِفقها الأرقام، غير أنّها تُثبت حتّى الآن بين 1000 و2000 إصابة. الرّقم حصراً مُرتبط بعدد الفحوصات التي تُجرى في المُختبرات، ولو ارتفع عدد الفُحوصات اليومي لبَانت أرقاماً أعلى قد تتعدّى الـ 3000 إصابة يومياً. فكم فحص يُجرى يومياً في لبنان؟ وما هي نسبة اللّبنانيين المصابين بالفيروس؟ ولماذا نثبت على 50 ألف حالة مصابة حالياً في كل لبنان منذ مدّة؟
يقول مستشار وزير الصّحة العامّة الدكتور محمد حيدر لموقع "كورونا نيوز" إنّ بين 10 آلاف و15 ألف فحص PCR يُجرى يومياً في لبنان، وإنّ نسبة الفحوصات الإيجابيّة لكل 100 فرد تبلغ 15% تقريباً. ويُضيف أنّه لو بلغ عدد الإصابات اليومي 1500 مريض، فذلك يعني أنّ هنالك 7500 مُصاب يومياً بكورونا. السّبب أنّ الرّقم يضرب (وفق التّقديرات) بأربعة أو خمسة أضعاف، لأنّ الفرد المُصاب الذي أجرى الفحص وكانت النّتيجة إيجابيّة يتوقّع أنّه نقل العدوى إلى 4 أو 5 أفراد وهم عائلته القريبة بالحدّ الأدنى، لكنّهم يقومون بالحجر دون الحاجة لإجراء فحص. وبالتّالي فإنّ عدد المصابين اليومي لا يدلّ على عدد المُصابين فعلياً بقَدر ما هو مؤشّر لانتشار الوباء في لبنان.
يُضيف الدكتور محمد حيدر في حديثه لموقعنا أنّه وفق إحصاءات وتقرير الوزارة اليومي هنالك ما يُقارب 50000 مُصاب بكورونا حالياً. الرّقم لم ينخفض بعد، لأنّه يُشفى تقريباً 1500 حالة يومياً (14 يوماً من الحجر دون عوارض)، لكنّه بالمُقابل يَرتفع العدد بهذا الرّقم تقريباً وبالتّالي نبقى على حالنا. ويُتابع في حديثِه لموقعنا: "لو التزم الجميع بالإقفال العام لكان عدد الإصابات اليومي انخفض وارتفع عدد حالات الشّفاء تلقائياً ووصلنا إلى رقم متدنٍ من أعداد المُصابين حالياً".
عن واقع القطاع الصّحي يؤكّد مُستشار وزير الصّحة أنّه تمّ رفع قُدرة المُستشفيات الاستيعابيّة. ويُضيف لا يمكن ربط الواقع الصّحي بأعداد اليومي للمُصابين بل بعدد الذين يحتاجون إلى استشفاء. وهنا يستشهد بمثل واقعي أنّه لو أُصيب دار عجزة وفريق كرة قدم بفيروس كورونا، فحكماً سيكون وضع الدار أصعب لأنّ المُسنين سيحتاجون إلى مستشفيات فيما الرياضيون أقل عُرضة لعوارض تحتاج استشفاء.
وعلى أبواب موسم الانفلونزا (الزكام) يلفت الدكتور محمد حيدر إلى أنّ تقارب العوارض مع الكورونا سيزيد الضّغط على المُستشفيات خاصّةً عند كبار السن، ما سيملأ الأسرة حُكماً داعياً الجميع للإلتزام بالإجراءات الوقائيّة لضمان صحّتنا جميعاً.