(محمد باقر ياسين/ كورونا نيوز)
قضى عمره يُقاوم.. مقاوم للحرمان والإحتلال ولأعداء الإنسانية، وسقط أخيراً شهيداً خلال قيامه بواجبه الإنساني لمواجهة فيروس كورونا.
الدكتور باسم يوسف علي قطيش الذي شيّعته بلدة حولا إلى مثواه الأخير ظهر اليوم الأربعاء 9 كانون الأول 2020 هو من الجسم الطبي الذين يحضرون في ميادين المُواجهة للتّصدي لجائحة كورونا ومعالجة المصابين.
الطبيب الإنساني بامتياز والمتفاني في عمله والمسرع إلى أداء واجبه الإنساني، خلّف رحيله صدمةً في قلوب زملائه ومحبيه ومن عرفه. وترك غصّة في قلب ذويه.
يقول نجل الفقيد الدكتور وليد باسم قطيش لموقع كورونا نيوز: "لقد فاجأني رحيل الوالد، فهو كان يقاوم كورونا بقوة واستمر لأيامٍ صامداً بوجهه، لكنّ القدر شاء بأن تتعطّل رئتاه عن العمل ويُفارقنا".
ويُكمل الدكتور وليد: "بدأت إصابة أبي خلال قيامه سريعاً بإنعاش حالة حرجة احتاجت لتدخّل سريع، وفيما بعد تبيّن بأنّ الحالة التي أسعفها كانت مصابة بفيروس كورونا، وقد نقلت المريضة الفيروس للدكتور باسم الذي بدأت حالته تتطوّر تدريجياً إلى أن احتاج إلى دخول المشفى والإستعانة بالتّنفس الإصطناعي".
ويُتابع الدكتور وليد: "أنا كنت في ألمانيا وحضرت على الفور وأشرفت برفقة الأطباء على حالة والدي وقد حاولنا معالجته بعدّة طرق، قاوم جسده لفترة طويلة حتى خانته رئتاه وبعدها قضى نحبه متأثراً بمضاعفات كورونا".
وبدوره مدير مستشفى البقاع الغربي- سحمر، الحاج أحمد سعد تحدّث لموقع كورونا نيوز عن مناقبية الفقيد الدكتور باسم قطيش، "كان الفقيد من الأطباء الإنسانيين والأكفّاء بامتياز، لديه أسلوبه الخاص في عملية التّخدير والإنعاش، كما أنّ له بصمات كبيرة في تطوير المستشفى ولم يبخل يوماً بتقديم خبراته الواسعة خدمةً للإنسانية"، ويشير سعد أنّ الراحل "كان من المُساهمين الأوائل في التّجهيز لمُحاربة كورونا، ولم يتأخّر يوماً عن تلبية واجبه الإنساني".
وأردف قائلاً: "ذات يوم قال لي الفقيد اعتبرني من أوّل الأطباء الملتحقين بعملي بحال تعرّض الوطن لأي اعتداء واحتاجني في بلسمة جراح أهلي في الجنوب والبقاع، فمثل الشهيد الدكتور باسم لا يمكن أن يُنسى، وكيف يُنسى من كانت بصماته الإنسانية حاضرة في كلّ مكان، فكان الطبيب والمعلم والمبتكر والموجّه، فقدناه وفقده جميع من عرفه ولمس إنسانيّته".
ونعت الهيئة الصحية الإسلامية - مؤسّسة الإستشفاء والعناية النفسية الفقيد الدكتور قطيش ببيانٍ جاء فيه: "مرّة أخرى يقدم الجسم الطبي أغلى ما يملك في مواجهة فيروس كورونا، فيلتحق الدكتور باسم قطيش مع ممّن سبقوه من أطباء وممرضين وممرضات قضوا وهم في ساحات المواجهة الطبية أبطالاً".
وأكمل البيان، "نتقدّم بأحرّ عبارات التّعازي من أهله ومحبيه سائلين المولى أن يسكنه فسيح جنانه مع محمد وآل محمد والشّهداء وأن يلهم ذويه و محبيه الصبر والسلوان".
كما نعته بلدته حولا الجنوبية وجمعٌ كبيرٌ من الأطباء الذين عرفوه وعاشروه، معربين عن أسفهم لرحيله ومستذكرين مناقبه وأعماله الإنسانية التي ساهم بها.