إيمان مصطفى
يُعدّ لبنان من الدول المتقدّمة في التّفاوض على تسلّم اللّقاحات ضدّ فيروس كورونا. فقد أكّدت وزارة الصّحة أنّ "لبنان حجز مع شركة فايزر الأمريكية حوالي مليوني لقاح ضد فيروس كورونا، ومن المتوقّع وصولها في الرّبع الأوّل من 2021". وسيتمّ توزيعها بشكلٍ عادل وآمن. فهل سيحتاج المُتعافي من فيروس كورونا المستجد إلى تلقّي تطعيم كوفيد-19؟ أم أنّ تلقي التّطعيم سيكون محصوراً فقط في الأشخاص الذين لم يُصابوا بفيروس كورونا؟
سؤال حملهُ موقع "كورونا نيوز" للأستاذ والباحث في عِلم الفيروسات في الجامعة الأميركيّة في بيروت (AUB) الدّكتور حسن زراقط، والذي أكّد أنّ الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا شكّلو مناعة تحميهم من الإصابة المكرّرة على الأقل على المدى القصير، وهذا أمر لا شكّ فيه.
وأشار في الوقت نفسه إلى أنّه "تبيّن بعد مُراقبة الأشخاص الذين تعرّضوا للعَدوى لمدّة 8 أشهر تقريباً أنّ 90% منهم لا زال لديهم استجابة مناعية وأجسام مضادّة ضدّ الفيروس، ولكن نظراً لأنّ المناعة عند البعض قد تتضاءل بمرور الوقت، فمن المُحتمل أن يكون الأمر يستحق الحصول على التّطعيم"، مضيفاً أنّ "مستوى المناعة من العدوى الطبيعية يختلف من شخص لآخر، لذلك يحصل بعض الناس على استجابة مناعية قوية جداً، وبعض الناس لديهم استجابة مناعية ضعيفة، فقد أظهرت الدّراسات أنّ الذين أصيبوا من دون أعراض أو أعراض خفيفة للغاية، تكون استجابتهم المناعية أقل من غيرهم".
لذلك، التّوصية العامّة هي الحصول على اللّقاح لجميع أفراد المجتمع حتّى المتعافين منهم خاصّة الفئات الأكثر عرضة للإصابات الحادّة، بحسب زراقط، الذي شدّد على أنّنا سنواجه مُشكلة لوجستية إذا أردنا التّحقق من مستوى المناعة التي اكتسبها الأشخاص الذين تعرّضوا للإصابة عبر إجراء مسح مناعي مجتمعي وهذا مكلف جداً وخيار غير وارد بالأصل في لبنان.
ولفت إلى أنّه لا ضرر من تطعيم الأشخاص المتعافين، بل على العكس سيكون أخذ اللّقاح طريقة فعّالة لتحفيز وتعزيز المناعة المُكتسبة لديهم بسبب العَدوى.