محمد كسرواني
أثارت الصين المخاوف مجدّداً من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) بعد الإعلان عن إصابات جديدة انتقل إليها الوباء من البضائع المستودرة من الخارج. مسؤولون صينيون ربطوا الإصابة بالأطعمة المجمّدة أو المبرّدة المستوردة، وأمروا بفرض تدابير استيراد صارمة تحديداً لناحية التّعقيم.
فبعد سنة تقريباً من بَدء انتشار الوباء، ما هي الحقيقة العلمية حول انتقال الفيروس عبر الطّعام المثلّج والمبرّد؟ كم يدوم على المسطّحات؟ وهل علينا العودة إلى تعقيم كل المشتريات من الخارج؟
المُختَص بالعلوم المَخبرية والمسؤول عن ملف الغذاء في الهيئة الصحية الإسلامية قاسم بيضون يجيب موقع "كورونا نيوز". يقول بيضون إنّ انتقال فيروس كورونا من خلال الطعام المثلج أو المبرّد كان قد بدأ يأخذ حيّزاً واسعاً في أوساط الدّراسات العلمية منذ حزيران من العام الجاري و قد تضاربت الآراء حول ما إذا كان هنالك من إمكانية لانتقال هذا الفيروس عبر الطعام أم لا.
بين 14 إلى 21 يوماً ..
ويضيف إنّ دراسة نشرت في شهر تشرين الأول من العام الجاري في المجلة العلمية السويسرية "springer nature" أكّدت أنّ الدّراسات المَخبرية لعيّنات مختلفة وخاصّة المبرّدة والمثلّجة أظهرت أنّ الفيروس المُستجد قد بقي حياً صامداً على اللحوم و الأسماك المبرّدة والمثلجة لمدّة تتراوح بين 14 إلى 21 يوماً.
وفي دراسة أخرى نشرت على موقع "elsevier" في 15 حزيران من العام الجاري أوصت باعتماد الإجراءات الوقائية اللّازمة عند نقل وتحضير وشراء الأطعمة المختلفة، فيما أشارت دراسة أخرى نشرت عبر موقع "healthline" بتاريخ التاسع من شهر تشرين الثاني من العام الجاري إلى خطر يعتدّ به من انتقال الفيروس عبر الأغذية وخاصة المثلجة منها والمغلفة.
كم يعيش على المسطّحات؟
أمّا بالنسبة للمسطّحات فيشرح بيضون أنّ أحدث دراسة نشرت في موقع "WebMD" أكّدت أنّ الفيروس أن يبقى حياً لمدّة من الزّمن على مختلف المسطحات. وبحسب الدراسة يبقى الفيروس على مقبض الباب والأواني الفضية والمجوهرات لمدة 5 أيّام، الخشب 4 أيّام، البلاستيك يومين إلى 3 أيّام، وكذلك أواني الستانلس ستيل يومين إلى ثلاثة أيّام.
أمّا الكرتون فيبقى الفيروس حياً لـ 24 ساعة، النحاس 4 ساعات، الألمنيوم ساعتين إلى 8 ساعات. أمّا على الزجاج فيعيش الفيروس حتى 5 أيّام، وكذلك الورق حتّى الخمسة أيّام، والسيراميك 5 أيّام.
هل نعود للإفراط بالتّعقيم؟
يلفت المُختَص بالعلوم المَخبرية قاسم بيضون إلى أنّه حتّى مع عدم وجود خطر كبير لانتقال الفيروس عبر المشتريات بشكل عام فإنّ وجود هذا الخطر مهما كان صغيراً هو مبرّر كاف لاتّخاذ أقصى إجراءات الوقاية. أبرز تلك الخطوات تعقيم اليدين الدائم وعدم التّهاون في غسلهما جيداً قبل لمس الوجه والأنف منعاً لتعريض أنفسنا لالتقاط الفيروس. أمّا عن تعقيم المشتريات فهو إجراء إضافي يمكن لمن أراد أن يتخلّص من الخطر بشكل نهائي أن يعتمده.