محمد كسرواني
يجمع أهل الإختصاص على أنّ العام المُقبل 2021 سيكون عام توزيع لُقاح الكورونا (كوفيد-19) على أغلب دول العالم خاصّةً العالم الثالث. ومن المتوقّع أن يشهد هذا العام تطوراً في الأبحاث حول الفيروس التاجي والسلاسلات المتجدّدة منه. ومع إعلان منظّمة الصّحة العالميّة موافقتها على اللّقاح "فايزر" بدأت الشّركة عمليات التّلقيح الجماعي وإبرام اتّفاقيات لتسليم لاحق.
في لبنان وزير الصحة حمد حسن أعلن مراراً أنّنا على موعد لاستلام اللّقاح في الرّبع الأول من العام المُقبل، على أن تكون الحصة الأولى مخصّصة للكادر الطبّي المَعني بمرضى الوباء العالمي والعجّز وذوي الأمراض المُستعصية والدائمة. فهل سيكون اللّقاح إلزامياً لهؤلاء أم سيبقى كسائر اللّقاحات اختيارياً؟ وفي حال رفض دكتور أو ممرّض على احتكاك بالمصابين أخذ اللّقاح فهل سيسمح له بالإستمرار بآداء عمله؟
اللّقاح اختياري ولكن بشرط ..
يؤكّد عضو لجنة كورونا ومستشار وزير الصحّة العامة الدكتور محمد حيدر في حديث لموقع "كورونا نيوز" أنّ اللّقاح لن يكون إلزامياً لأي من هؤلاء. فيحقّ لأي فرد من الطّاقم الطبّي أو غيرهم رفض أخذ اللّقاح كسائر اللّقاحات الباقية، لكن من يشغل منهم عمل على احتكاك مباشر بالمُصابين لن يكون من متابعة عمله.
ويُضيف أنّ الكادر الطبّي معرّض بحكم عمله للإصابة بنسبة أعلى من غيره، رغم الإجراءات الوقائية التي يتّخذها، لذلك لن يسمح لأي ممرّض أو دكتور أن يستمر بمزاولته عمله في احتكاك مباشر مع المرضى دون أخذ اللّقاح. أمّا عن المسنين وذوي الأمراض المزمنة والمستعصية فهم أيضاً مخيّرون في أخذ اللّقاح من عدمه.
ويلفت الدكتور حيدر في حديثه لموقعنا إلى أنّ اللّقاح المتوقّع وصوله سيكون من جرعتين يفصل بينهما 3 أسابيع، وعلى الملقحّ التنبّه إلى أنّه خلال تلك الفترة وبعدها بثلاثة أسابيع فإنّ اللّقاح لن يكون فعالاً بعد. وبالتالي على الملقّحين الجدد أن يراعوا إجراءات الوقاية بدقةّ وبحساسية عالية تجنّباً للإصابة بالوباء وإفقاد اللّقاح دوره ووظيفته.
خلاف بين أخذ اللّقاح والتمهّل
على المقلب الآخر، يتخلف أهل الإختصاص بآرائهم حول ضرورة أخذ اللّقاح، إذ بدأت تظهر أصوات مرموقة تنبّه من التسرّع في أخذ اللّقاح متخوّفين من سرعة إنتاجه والتوصّل إليه وأنّه لم يتمّ إتمام كامل عمليات التّجارب السريريّة، ولم تظهر عوارضه الجانبية بعد.
بالمُقابل يؤكّد آخرون أنّ إنتاج اللّقاح تمّ بسرعة وليس بتسرّع، وذلك لأنّ الوباء تظافرت الجهود العالمية لإنتاج لقاح له، عدا عن انعكاساته "الهستيرية" على الاقتصاد والسياحة والسفر وتعطيل حياة البشرية.
الأمر الوحيد المتّفق عليه أنّه فرضيات اللقاح بتقنية 5G، وأنّه يحمل شيفرات إلكترونية تهدف للسيطرة على العالم هي محض خيال. فذلك غير ممكن أصلاً طبياً والأمر لا يخضع لنظرية مؤامرة كونية على الشعوب، تحديداً في ظلّ التّطور التكنولوجي ووجود الهواتف الذكية - أخطر جهاز تعقّب وحامل للخصوصيات - بحوزة كل فرد منّا!