(محمد كسرواني/ كورونا نيوز)
يودّع العالم اليوم العام 2020 بأصعب وأشدّ وباء ضرب في القرن الواحد والعشرين: "كوفيد-19" أو المعروف بفيروس كورونا. فبعد أن حصدت الجائحة أكثر من 1.8 مليون حالة وفاة وما يزيد عن 82.6 مليون إصابة، يتطلّع الجميع لأن يكون العام المُقبل عام اللّقاح والإنفراج.
فبالإضافة إلى مُضاعفات الوباء من التهابات في الرئتين ووجع في الرأس وفقدان حاستي الشمّ والتّذوق والعديد من المضاعفات الأُخرى - ومنها ما نجهله حتى الآن - عانى الجميع من حجر منزليّ طويل أحياناً و"كركبة" في جدول الحياة اليومي.
الفيروس لم يكتفِ بحرمان البشرية من السّفر والتنقّل، بل أضاف واقعاً جديد قائم على التّعليم والعمل من المنازل. الأمر حتماً استدعى تغيّر كامل في ترتيبات العمل اللّوجستي فيما أقعد آخرين كثر عن العمل ورفع مستوى البطالة في ظلّ اقتصاد عالميّ متصدّع وهشّ دفع الحكومات لدفع الكثير من الرواتب وزيادة في الميزانيّات الحكوميّة الصحيّة والخدماتيّة.
أمام هذا الواقع يتطلّع الجميع لعام يحمل في طيّاته حلولاً سريعة تُعيدنا إلى حياتنا الطبيعية. ففيما تبدأ بعض الشّركات العالمية بإنتاج وتوزيع اللّقاح، يتطلّع العالم الثالث إلى مساهمين ومتبرعين بالتّكاليف آملاً أن يُصبح مجّانياً يوماً ما، أو بالحدّ الأدنى لمرّة في العمر.
الدّول العظمى التي حجزت لقسم كبير من سكّانها لقاحات سلفاً قبل إتمام عمليّة الدراسة، تعمل بجهد لفَهم الفيروس بشكلٍ كامل، سعياً لإنتاج أيّ لُقاح سهل التّصدير أو علاجٍ يحدّ من انتشار الفيروس في الجسد ويُحارب العوارض. إلى ذلك، تتضافر جهود الشّركات المُنتجة للّقاح ومنظّمة الصحة العالميّة للسير نحو استكمال كلّ الدّراسات وصولاً إلى لقاح نهائي بأقل عوارض مباشرة وغير مباشرة.
ومع بلوغ عدد المُتعافين من الوباء ما لا يزيد عن 46.8 مليون إصابة، باتت نظرية مناعة القطيع خارج أطر الدّراسة. فكلّما تراخت الدّول في الإجراءات وفتحت مطاراتها ومنافذها بشكل يسهّل آليات الخروج والولوج ارتفعت نسبة المُصابين المحتاجين لعناية في المستشفيات وتفاقمت الحاجة للأسرّة وأجهزة التنفّس الإصطناعي.
على هذا، المنوال يحرم العالم اليوم الإحتفال ليلة رأس السنة بالسهر الجماعي إلا بشرط التّباعد، أو الحياز على فحص PCR سلبي. وإذ يؤخذ أنّ للعام الحالي شَهد تطوراً سريعاً في فهم النّاس أهمية التّعقيم وارتداء الكمامة، لا يستبعد أن ترافقنا لمدّة طويلة بعد، ولو وجد اللّقاح أو العلاج، فالكمّامة أصبحت جزءاً طبيعياً من الزيّ والحياة اليومية.
من المتوقّع أن يقتصر حدود السّهرات اليوم على العائلات، وفي المنازل، ما يخفّف من سرعة نشر العدوى. وحتى في العائلة الواحدة لا بدّ من لبس الكمامة ولو بوجود شخص واحد جديد، والحرص على أفضل تباعُد إجتماعي، وعدم نفخ سمع قالب الكيك وغيرها الكثير من الإجراءات.