(إيهاب شوقي/ كورونا نيوز)
من المفهوم ان يتصدّر العدو الإسرائيلي قائمة الدول التي لديها أسرع معدّل تطعيم ضدّ فيروس كورونا، بحكم قلّة العدد والتواطؤ الدّولي وأسباب متباينة أُخرى، بعضها خاضع لأسباب انتخابية داخلية جعلت من تحرّكات نتنياهو نشطة في هذا المضمار، ولكن من العار أن يكون اللّقاح غير متوفّر للفلسطينيين في الضّفة الغربية وقطاع غزة.
وهذا العار لا يشمل الإحتلال فقط، فليس بعد الإحتلال والإستيطان والظلم عار، ولكنّ العار هنا يعمّ الدول العربية وخاصةً الغنية، والأكبر خصوصية، هم الدول التي اقبلت على عار التطبيع بدواعي هزيلة وتافهة منها، مصلحة الفلسطينيين!
تقول التقارير إنّ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يسعى إلى جعل نجاح حملة التّلقيح نجاحاً على الصعيد السياسي أيضاً، إذ كتب على تويتر أنّ "إسرائيل" أصبحت "بطلة عالم" في التّطعيم، مقارنةً بدول أُخرى. ويريد نتنياهو أن تتمّ إعادة انتخابه مع حزبه اللّيكود في الإنتخابات المبكّرة في آذار/مارس القادم، ولذلك وعد مواطنيه بأنّ "إسرائيل" قد تكون أوّل دولة تتخلّص من الجائحة، طالما يتلقّى المواطنون اللّقاح.
وبرغم أنّ هذا الكلام محل شك كبير وأقرب للدّعاية منه للواقع، وبرغم أنّ كيان العدو يُعاني في نفس الوقت من ارتفاع مطرد في حالات الإصابة بفيروس كورونا. وأودى الفيروس بحياة 3445 شخصاً حتى الآن، وسيتمّ تشديد الإغلاق الثالث على مستوى البلاد، إلّا أنّ هذه الدعاية كفيلة بإدانة الإحتلال وإدانة المطبّعين.
فعلى الجانب الفلسطيني، تُفيد التّقارير بأنّه ليس من الواضح متى ستبدأ حملة التّطعيم لنحو خمسة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية التي تديرها السلطة الفلسطينية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، وسط ارتفاع معدّلات الإصابة فيهما في الأشهر الأخيرة.
كما تفيد التقارير بأنّ الضغوط على السلطة الفلسطينية المتعثّرة مالياً تتزايد لتأمين اللّقاحات من الدول وشركات الأدوية.
ومن المعلوم أنّ السّلطة الفلسطينية تعتمد بشكل أساسي على مشاركتها في برنامج خاص لمنظّمة الصحة العالمية والتّحالف العالمي للقاحات والتّحصين (GAVI).
ويهدف ما يسمى ببرنامج "كوفاكس" إلى ضمان حصول البلدان ذات الأقل دخلاً على كمية كافية من اللقاحات. وتشارك 92 دولة في البرنامج، في انتظار موافقة منظّمة الصحة العالمية الطارئة على اللّقاحات قبل أن يبدأ توزيعها بشكل تدريجي.
ولكن الأمور ليست محدّدة، حيث يقول رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في القدس المحتلة، جيرالد روكينشاوب: "لا نعرف بالضبط متى ستكون اللّقاحات متوفّرة، لأنّ العديد من اللّقاحات المحتملة لا تزال قيد الدّراسة، والدراسات السريرية واسعة النطاق لاتزال مستمرة"، ويضيف: " نتوقّع أن يكون ذلك في بَداية أو منتصف عام 2021".
اللّافت هنا أنّ منظّمات صهيونية ناشدت في رسالة مفتوحة مؤخْراً الحكومة الإسرائيلية بتأمين اللّقاحات للفلسطينيين.
كما دعت منظّمة العفو الدولية العدو الإسرائيلي إلى توفير اللّقاح ضد فيروس كورونا المستجد للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرةً إلى أنّ القانون الدولي يلزمها بذلك.
كما يشير المراقبون إلى أنّ ذلك يصب في مصلحة "إسرائيل" نفسها، إذ يأتي مئات العمال الفلسطينيين إلى الكيان أو يعملون في المستوطنات الإسرائيلية المغتصبة بشكل يومي.
إلّا أنّنا على الجانب العربي لم نسمع نقداً أو مناشدةً، ناهيك عن أي دعم في هذا المجال وخاصةً من دول عار التّطبيع والتي أعلنت أنّها عازمة على التّعاون مع العدو في مجال مكافحة كورونا!