إيمان مصطفى
يستقبل اللّبنانيون العام الجديد في ظلّ قيود صارمة للحدّ من انتشار فيروس كورونا أرخت بثقلِها على كاهل هذا البلد المتعب اقتصادياً، وآخرها الإعلان عن إفقال عام. وبعد الوعود بطرح اللقاح قريباً يستبشر اللّبنانيون خيراً في أن يكون عام 2021 فيه الخلاص من نفق كورونا المظلم.
ولكن يبدو أنّ عام 2021 سيكون صعباً، والمرحلة المقبلة ستكون وبائية، وسيكون الإنتشار موجوداً بوتيرة متصاعدة، لأنّ المنحنى الوبائي عامودي تصاعدي أي أنّ هيكلية العدوى متصاعدة أيضاً، وفقاً لدراسة علمية يُعدّها نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا (lscc) الدكتور محمد حميّة والتي تشمل كلّ الأقضية والمحافظات في لبنان.
بحسب حميّة، يُعزى سبب الإنتشار الوبائي إلى عاملين. الأول هو الإستهتار أو كما يسميه الإفتقاد إلى المسؤولية الاجتماعية، والثاني هو تعديل الطفرات على الجينيات الفيروسية والذي يقود إلى الصعود بهيكلية العدوى، أي أنّ الإنتشار الوبائي يتضاعف، والذي يؤدي بدوره إلى تخمة في الإستشفاء، وبالتالي امتلاء غرف العناية الفائقة، فلا يجد المرضى المحتاجون للعناية الطبية المستلزمة مكاناً لهم، فتزيد الوفيات خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة. وهذا ما يحصل في لبنان!
فما هو دور اللّقاح؟
يعتبر المُتخصّص في علوم الجزيئيات الذرية والنانوتكنولوجيا أن اللقاح سيحدّ من منسوب الإنتشار الوبائي بنسبة 75%، وهذا يعني أنّ عدد الإصابات سينخفض، إلاّ أنّ العدوى ستظلّ موجودة بنسبة 25%. ويلفت في الوقت نفسه إلى أنّ الطّفرات قد تشكّل عاملاً يأخذنا للأسوا، إذ يوجد لدينا 20 تعديل على الطفرات، وقد ظهرت ببريطانيا وجنوب أفريقيا طفرات جديدة، وهي مشابهة للطفرة التي كانت قبل، إلّا أنّها تتميز بالإنتشار السريع لأنّها تتعلّق بالخلية البشرية ولدى الفيروس فرصة مضاعفة مرتين للدخول إلى الخلية.
ويحذّر من أنّ نسبة الوفيات إرتفعت من 0.3 % الى 0.7 % نتيجة الإنتشار الوبائي الواسع، وقد نصل إلى 500 حالة وفاة شهرياً إذا استمر الوضع على هذا النحو. وبذلك، يختم حميّة مشيراً إلى أنّه علينا "انتظار نتيجة اللقاح، فقد يغيّر هذا النحو نسبياً".