إيمان مصطفى - خاص كورونا نيوز
اتّصالات كثيفة تُجريها عائلات المصابين بكورونا لإيجاد سرير لعلاج أحبائهم. فمستشفيات لبنان بلغت قدرتها الإستيعابية القصوى. والجميع يشكو من عدم توفّر أسرّة كافية لمواجهة حالات الإصابة المُتزايدة بفيروس كورونا.
الجملة الأكثر تردّداً التي يسمعها المرضى هي: "لا يوجد لدينا غرف"، واقع مأساوي يصفه طبيب الأطفال المتطوّع في قسم الكورونا في أحد مستشفيات لبنان الدّكتور محمد أحمد شيت، ويقول: "لبنان في حالة تفشّ مجتمعي والقطاع الصحي ليس بخير"، مُضيفاً: "وضع المستشفيات صعب جداً"، وهناك مرضى ينتظرون دورهم لتلقي العلاج في أقسام الطوارئ لـ24 ساعة، وبتنا نستعمل لهم عبوات الأوكسجين التي تستخدم عادة فقط عند نقل مريض من مكان لآخر، كي نحافظ على مصدر الأوكسجين الأساسي للمستشفى الذي نستخدمه لمرضى التّنفس الإصطناعي.
ووفقاً لشيت، تضطر المستشفيات أحياناً لإغلاق باب قسم الطوارئ أمام المرضى، ويقول: "المشكلة اليوم التي نواجهها أنّنا نكون مضطرين إلى عدم إدخال أي مُصاب إلى المستشفى نتيجة بلوغنا القدرة الإستيعابية القصوى، ما يعني أنّنا قد نخسر مرضى".
ويشير شيت إلى أنّ بعض المصابين يحتاجون إلى عناية طبية في المنزل أيضاً، ولكن هذا الأمر شبه مفقود في لبنان، إذ أنّ الممرّض الذي كان يقدّم الرعاية المنزلية قبل جائحة كورونا أصبح عاجزاً عن تلبية المرضى خارج المراكز الطبية، نظراً لحاجة المستشفيات لهم وساعات العمل الطويلة وقلّة العطل وعدم توافر الوقت والقدرات. فالطبيب أو الممرّض يغطّي مكان زميل له مُصاب بكورونا، فالإصابات بين أفراد القطاع الطبي مرتفعة، وهذا ما أدّى لاستنزاف القطاع وإرهاقه، وقد نكون مقبلين على كارثة صحيّة إذا استمرّ الوضع كما هو.
إلى جانب ذلك، يتحدّث شيت عن عدم قدرة المرضى على تأمين "أجهزة الأوكسجين" وبعض الأدوية، نظراً لغلائها وتدهور الوضع الإقتصادي للكثير من العائلات، أو لعدم توفّرها بالأساس.
شيت يأسف من وجود أناس لا يصدّقون وجود الكورونا، ويعتبرون أنّها مؤامرة، حتّى يومنا هذا! على الرّغم من عدّاد كورونا المرعب. ويشدّد على أنّ الإصابة بكورونا لا تعني عدم الإصابة به مجدداً، وأحياناً المناعة التي كوّنها الجسم ضد الفيروس تكون ضعيفة أو منعدمة، وقد أثبتت الفحوصات بعض الحالات هذا الأمر. ويحذّر من تراخي المُصابين بعد شفائهم من الإجراءات الوقائية، داعياً للحذر الشديد في هذه المرحلة الحسّاسة.