إيمان مصطفى / كورونا نيوز
شدّ المركز الصحي الاجتماعي التابع لبلدية برج البراجنة والذي تديره الهيئة الصحية الإسلامية حيازمه وقرر خوض المواجهة ضدّ فيروس كورونا من أوسع أبوابها، واضعاً إمكاناته وقدراته الطبية والصحية والاجتماعية للتعامل مع أسوأ تفش للوباء في لبنان.
منذ شباط الماضي، اتبعت قطاعات حزب الله والهيئة الصحية الإسلامية استراتيجيات صارمة ضمن خطة مبرمجة لكل مرحلة من تفشي وباء كورونا. ومن أبرزها كان مركز التشخيص المستحدث لاستقبال ومتابعة الحالات المشتبه بها في المركز الصحي الاجتماعي التابع لبلدية برج البراجنة، الذي بات جاهزاً منذ البداية لاستقبال المراجعات، وفقاً لمدير مديرية بيروت في الهيئة الصحية الاسلامية علي شعيتو، الذي يؤكّد أنّه نظراً للتّفشي الكبير للفيروس الآن، وفي سياق استكمال الخطة في هذه المرحلة الحساسة، تمّ تخصيص المركز فقط لاستقبال حالات كورونا.
وفي حديثه لموقع "كورونا نيوز" يوضح شعيتو أنّ المركز متخصّص بالرعاية الصحية الأولية بالأساس، ولكن مع استفحال أزمة الكورونا، وبعد أن دخل المجتمع في مرحلة الإنتشار الكبير، تمّ تخصيصه فقط لمرضى كوفيد-19 منذ الأربعاء الماضي. ويمكن للمصابين الإستفادة من الخدمات المتنوعة من المعاينة الطبية، مروراً بقسم للأشعة، وصولاً إلى الفحوصات المخبرية، وفحوصات الـ "pcr"، مقابل مبلغ مادي رمزي جداً، لا يتعدّى الـ 10 آلاف ليرة لبنانية بدل عن معاينة الطبيب، مع حسم في المختبر نسبته 50% وفي قسم الأشعة 60%، أما الدواء فيقدم مجاناً بحسب المتوفر. كما يسعى المركز لإجراء فحوصات الـ"pcr" بتكلفة 90 ألف ليرة لبنانية، وفي بعض الحالات تتمّ على نفقة الوزارة على قدر المستطاع للحالات الإنسانية معدومة الحال. إلى جانب، تقديم الإستشارات الصحية والنفسية المتعلقة بكوفيد-19 عبر مركز اتصالات يعمل 24/24.
شعيتو يؤكّد أنّ المركز يستقبل الحالات الطارئة أيضاً، حيث يتمّ إمدادها بالأوكسجين ريثما يتمّ نقلها عبر فرق الإسعاف إلى المستشفى. وتكمن أهمية هذه المراكز في قدرتها على اختصار المراحل، إذ "يجري فيها التشخيص الأولي للحالات "الباردة"، قبل توجيهها، ما يخفّف الضغط على المستشفيات" من جهة، ويشكل متنفساً للمرضى من جهة آخرى.
وستبدأ الفرق الميدانية المنزلية بخدمة المرضى في البيوت عبر مسعفيين ميدانين يعاينون الحالات بالتعاون مع عدد من الأطباء، وعليه يتمّ نقل الحالات الطارئة للمستشفيات، أو تزويد المحتاجين بالأوكسجين، وفقاً لشعيتو، الذي يشدّد على أنّ البلديات تتعاون مع قطاعات حزب الله في الضاحية الجنوبية لتأمين الأوكسجين لكافة المناطق والمساعدة على متابعة المرضى.
ويشير شعيتو إلى أنّ الكادر الطبي يتألف من 18 عنصراً بشرياً يعمل من الساعة 8 صباحاً حتى الـ 6 مساءً. وقد استقبل المركز منذ الأربعاء الماضي 76 مريضاً تلقوا فوق الـ 100 خدمة طبيبة. ويشدّد على أنّ المركز يراعي كل إجراءات الحماية من الملابس الواقية والكمامات والتعقيم، وتمّ تقسيمه إلى غرف منعاً لأي تجمع، بينما يتمّ فرز المرضى عند الباب كي لا يتمّ استقبال غير المصابين بكورونا منعاً لأي عدوى.
بلدية برج البراجنة
من جهته، ينوّه نائب رئيس بلدية برج البراجنة زهير جلول بعمل المركز الصحي الاجتماعي، ويشدّد على ضرورة افتتاح هكذا مركز وسط تزايد الإصابات وتدهور أوضاع الناس الصحية نتيجة تحوّرات فيروس كورونا الأفريقية والبريطانية، التي تشكّل خطراً أكبر ولديها سرعة انتشار أكبر.
وفي حين أنّ المستشفيات ممتلئة ولا أماكن شاغرة لاستقبال حالات جديدة، كان لابدّ من مركز للتّشخيص الأولي يكون مرحلة وسط ما بين البيت والمستشفى، بحسب جلول، الذي يلفت إلى أنّه تمّ التّنسيق بين بلدية برج البراجنة والهئية الصحية الإسلامية لافتتاح مركز بلدية برج البراجنة الصحي الاجتماعي لحالات الكورونا.