محمد كسرواني
مع نهاية الأسبوع الأوّل من المرحلة الأولى لإعادة فتح البلد، بعد إغلاقٍ تام لمواجهة لبنان تداعيات فيروس كورونا (كوفيد-19)، بدأت النتائج الإيجابية تظهر. أعداد الإصابات تنخفض تدريجياً، وكذلك أعداد الوفيات. الشغور في أسرّة المستشفيات يزداد، والتزام مقبول بمنع التجول، خاصة خلال ساعات الليل.
الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تحتضن أكثر من مليون مقيم (ما يعادل خمس سكان لبنان)، تشهد ارقاماً مميزة بأعداد الإصابات. مدير خلية الأزمة في اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت الحاج زهير جلول وفي حديث لموقع "كورونا نيوز" يقيّم الوضع بدقة. عارضاً أرقاماً ومعطيات يشرح جلول وضع المنطقة، وما يتمّ تحضيره وتجهيزه من قبل الإتحاد والبلديات، وأين ستكون مراكز التلقيح ضدّ الفيروس.
1% من حالات لبنان النشطة ..
بحسب الأرقام، في الضاحية الجنوبية لبيروت (ضمن نطاق البلديات الأربعة: بلدية حارة حريك - بلدية برج البراجنة - بلدية تحويطة الغدير والمريجة والليلكي - وبلدية الغبيري)، أكثر من 14800 حالة تراكمية منذ بَدء الوباء، وأكثر من 13460 حالة شفاء تراكمية، فيما أعداد الوفيات التراكمية بلغت 128 حالة.
المهم في الأرقام أنّ في الضاحية حالياً ما لا يزيد عن 1250 حالة نشطة يجري متابعتها من قبل البلديات والإتحاد فيما يعاني لبنان من 105000 حالة نشطة حالياً. بذلك تكون للضاحية نسبة 1% من عدد الحالات النشطة في لبنان فيما تحتضن ما يقارب 18% إلى 20% من عدد سكانه.
يشير جلول إلى أنّ "هذه الأرقام المميّزة وإن كانت تعطي إيجابية عالية لمنطقة بهذه الكثافة السكانية، إلّا أنّها ليست مدعاة للإطمئان، فكلّ حالة جديدة تشكل استنفاراً جديداً".
على خط الإستعداد ..
يعزو مدير خلية الأزمة في اتّحاد بلديات الضاحية الحاج زهير جلول سبب ارتفاع أعداد الوفيات في لبنان إلى تفشي الفيروسات المتحوّرة وتأخر دخول المصابين المستشفيات بسبب محدودية عدد الأسرّة. لافتاً إلى أنّ كلّ تأخّر في الحصول على الإستشفاء اللّازم يزيد حالة المريض سوءاً وقد يؤدي إلى مضاعفات جديدة.
للغاية قامت بلديات الضاحية واتّحادها بسلسلة إجراءات مهمة على الصعيد. شراء أجهزة أوكسيجين لعلاج بعض حالات في المنازل كانت أولى الخطوات، بحسب جلول. ويضيف "تحت رعاية وعناية الهيئة الصحية الإسلامية نساعد ونقدّم أدوات ومعدات طبية وأدوية وفق الإمكانياتنا المتاحة".
من الإجراءات أيضاً لتخفيف العبء على المستفيات، تفعيل العمل بمراكز الرعاية الصحية الأولية في البلديات. تقوم المراكز بالفحوصات اللّازمة والعناية الأولية تحت إشراف طبي متكامل، وفي حال استدعت الحالة نقلها إلى المستشفى يكون ذلك بالتنسيق المسبق تسهيلاً وتسريعاً لإجراءات النقل.
بالإضافة إلى ما تقدّم، يسعى الإتحاد إلى تحويل جزء من مركز العزل في نطاق بلدية المريجة إلى مركز عناية لحالات متوسطة (تحتاج رعاية طبية دون الحاجة الملحة لدخول مستشفى)، وذلك بالتواصل مع الجهات المحلية والدولية الراعية للمركز.
أين ستكون مراكز التلقيح في الضاحية ..
مع وصول الدفعة الأولى للقاح إلى لبنان، يلفت الحاج جلول إلى 5 مراكز تمّ اعتمادها حتّى الآن ضمن نقاط بلديات الضاحية:
مستشفى رفيق الحريري الجامعي - مستشفى الزهراء (ع) - مستشفى الرسول الاعظم (ص) - مستشفى الساحل - مستشفى بهمن.
بحسب جلول، خلال العام الجاري سيتمّ تلقيح جزء كبير من الشعب اللبناني ما سيخفّف أعباء الأزمة بشكلٍ عام، داعياً حتى حينها إلى الإلتزام بإجراءات التّعبئة العامة وإجراءات الوقاية الفردية.