ايمان مصطفى
دخلت مدينة الهرمل التي حافظت لأشهر طويلة على خُلوِّها من إصابات كورونا مربع الخطر، حيث سجّلت مؤخّراً عدداً لا يُستهان به من الاصابات. وقد رافق هذا التفشي بلبلة بعد تسريب لائحة أسماء سبعين شخصاً خضعوا لفحوص الـ "pcr" وأظهرت النتائج وجود ثلاثين حالة ايجابية، وتبليغ البعض منهم بضرورة إعادة الفحوص بسبب وقوع خطأ.
للإطلاع على آخر تطورات الوضع الوبائي في المنطقة وحقيقة البلبلة، تواصل موقع "كورونا نيوز" مع مدير مستشفى البتول وعضو لجنة أزمة كورونا في الهرمل علي شاهين الذي أكّد أنّ الأمور الآن في الهرمل تحت السيطرة بعد أسبوعين ساخنين.
وقال شاهين إنّ عدد الإصابات التراكمي في الهرمل بلغ 45 مصاباً (آخر إصابة سُجلت بالأمس)، في حين أنّ الوفيات المسجلة هي 2، وحالات الشفاء هي 10، بينما تمّ إجراء 906 فحوصات "pcr" من ضمنها الفحوصات العشوائية، وأنهت 559 حالة الحجر المنزلي، وتخضع 188 للحجر المنزلي الآن.
"ينقسم أبناء الهرمل بين ملتزم بالإجراءات وخصوصاً بعد التفشي الأخير وبين مستهتر وغير مقتنع بوجود الوباء من الأساس، بحسب شاهين، الذي أكّد أنّ اللجنة تعاني مع هذه الفئة، علماً أن البلدية سمحت للمؤسسات بالعمل وزودتهم بكل المعلومات المتعلّقة بالإجراءات الواجب اتباعها فلا ذريعة لأحد تحت مسمّى الجوع أن يستهتر، ناهيك عن حملات التوعية المستمرة.
القصة كاملة
وعن ما جرى مؤخّراً، أوضح شاهين أنّه "منذ حوالي الـ 15 يوماً تبيّن وجود 4 إصابات بكورونا في المنطقة، وعليه ترصّدت لجنة التتبّع في الهرمل المخالطين المباشرين للأربع حالات فتبيّن أنّ عددهم 75". أجرى فريق الترصّد الوبائي التابع لوزارة الصحة بالتعاون مع الهيئة الصحيّة الإسلامية فحوصات الـ "pcr" لهؤلاء الأشخاص، لتُظهر النتائج أنْ هناك أربعة عشر إصابة مؤكّدة وستة عشر إصابة أخرى بحاجة لإعادة الفحص خلال الأربع والعشرين ساعة.
شاهين لفت إلى أنّ ما حصل هو "سوء تبليغ من قبل فريق وزارة الصحة"، إذ أنّهم أبلغوا المواطنين أنّ الإعادة أتت نتيجة احتمال وجود خطأ بالفحص ممّا أثار غضب الأهالي، مشيراً الى أنّ التبليغ الصحيح هو أنّ نتائج فحوصات هؤلاء الأشخاص تُظهر أنّ المصاب بالفيروس إمّا في بَداية المرض أو شارف على نهايته ممّا يلزم إعادة الفحص للتأكّد وليس نتيجة خطأ. وبالفعل بعد إعادة الفحوصات أتت بعض النتائج سلبية في حين أظهرت الأخرى أنها ايجابية ولكنّ المصاب شارف على الشفاء. ووفقاً لشاهين، فإنّ فريق الترصّد الوبائي تتبّع المخالطين للإصابات الجديدة فتبيّن أنّها 63 حالة، وخضعوا لفحوصات الـ "pcr" أمس على أن تصدر النتيجة خلال الـ 48 ساعة.
ونفى شاهين كل ما نشرته بعض وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الإجتماعي من أخبار مفادها أنّ لجنة أزمة كورونا كشفت عن الأسماء والمعلومات المتعلّقة بالإصابات، مشدّداً على أنّها عارية من الصحة، موضّحاً أنّ اللّجنة تحصل على النتائج من المختبر نفسه أو من وزارة الصحة فقط وتحافظ على خصوصية المصابين. وسأل شاهين مستغرباً: ما هدفنا من النشر؟!
وأضاف: "هذه النتائج تحصل عليها أيضاً مصادر أُخرى كالبلديات وطبابة القضاء والمحافظة، وعليه لا علاقة لنا بنشرها فقد يكون عملاً مفتعلاً من شخص ما".
شاهين أكّد أنّ لجنة كورونا في الهرمل تسعى لاحتواء البلبلة والتخفيف من أثارها السلبية، آملاً من الجميع التحلّي بالوعي والصبر، داعياً إياهم للإلتزام بإجراءات الحماية والتباعد الإجتماعي في هذه المرحلة الحساسة.
وختم قائلاً: "نحن كلجنة ترصّد وتتبّع في مدينة الهرمل سنستمر في عملنا رغم كلّ الصّعاب التي نواجهها لأنّنا نقوم بواجبنا الوطني والديني والأخلاقي وما يمليه علينا ضميرنا ولن نتخلى عن أهلنا الشرفاء حتى لا يفتك بهم هذا الوباء الخبيث". ودعا كل المؤسسات الصحية والبلديات والقوى الأمنية والغعّاليات الإجتماعية والإختيارية إلى مزيد من التعاون والإبقاء على الجهوزية المعهودة، لتعود الهرمل إلى نصاعتها إلى صفحتها البيضاء، شاكراً كل فرق التدخّل والتتبّع المتطوعة على جهودهم وسهرهم في سبيل خدمة أهلنا في مدينة الشهداء.
للاطلاع على تفاصيل القرارات التي اتخذت للحدّ من تفشي الوباء اضغط هنا