هدى محمد رحمة
كنّا قد تحدّثنا في الجزء الأول من هذه المقالة عن "التّعليم عن بُعد" الذي أضحى أمراً واقعاً في جميع البيوت، وآثاره النّفسية والإجتماعية. وتطرّقنا لمهمّة الأهل أثناء حصص الأونلاين. وسنكمل بحثَنا بالحديث عن تأثير استخدام الشّاشات الإلكترونية بمختلف أحجامها على صحّة عيون الطلاب. اذ يدرك الجميع أنّ تعرّض العين للهواتف والشاشات الذكية أمر مضر للعين. فكيف إن أصبحت هذه الألواح الإلكترونية هي السبيل الوحيد للتعلّم، حيث صار على الطّالب أن يقضي ساعات من يومه أمامها، كون دوام المدرسة تحوّل إلى دوام أمام هذه الشّاشات.
عن تأثير استخدام الشّاشات الإلكترونية بمختلف أحجامها على صحّة عيون الطّلاب خاصّةً في ظلّ التّعليم أونلاين يشدّد أخصّائي أمراض وجراحة العين الدكتور علي محمود الحاج: "نفضّل حصر إستخدام الطلاب لهذه التقنية -أي التعليم أونلاين- في مجال التّحصيل العلمي قدر الإمكان." وعن أهم الأضرار المتعلّقة بالعين والنّظر نتيجة إستخدام هذه التّقنية من التعلّم يقول الدكتور الحاج: "أهم الأضرار هي الإجهاد العيني وما يرافقه من تشوّش في الرؤية وصُداع وجفاف". يشير الدكتور علي محمود الحاج إلى تأثير مستقبلي على العين: "في المستقبل من الممكن أن يُصاب الأولاد الكثيري التعرض للشاشات الذكية بقصر النظر وهو نوع من أنواع ضعف النظر."
كما يلفت الدكتور الحاج إلى أنّ "حجم الجهاز يلعب دوراً في أعراض الإجهاد العيني، فكلما كبر حجم الشاشة المستخدمة كلما خفت أعراض الإجهاد العيني. كذلك المسافة بين الطالب والجهاز تلعب دوراً، فالعلاقة هنا ترابطية بين حجم الجهاز المستخدم وبين المسافة بين عين الطالب والجهاز".
وحول الإرشادات التي تخفّف من الضّرر العيني ينصح الدكتور علي محمود الحاج: "يفضَّل إبعاد الشاشة عن الطالب حوالي 40 إلى 50 سنتم، كذلك ضبط إضاءة الجهاز بما يُناسب راحة عين الطّالب. كما نَنصح بعد كل 20 دقيقة نظر إلى الشاشة إراحة العين بالنظر 20 ثانية إلى البعد. وفي حالة جفاف العين نفضّل إستخدام القطرات المرطّبة".
التعليم عن بعد، التّقنية أو العمليّة الجديدة من التّعليم، أمرٌ لا بد منه مع إنتشار وتفشي حالات الإصابة بفيروس كورونا. فالإصابة بفيروس كورونا لا يُمكن لجمها بشكلٍ كامل لدى الطفل أو الطالب في المدرسة، لكن رغم أضرار التّعليم عن بُعد، يمكن التخفيف من هذه العوارض أو الأضرار عبر الوقاية والتّفادي قدر الإمكان، ووعي الأهل بالدّرجة الأولى، والعمل بكل صبر وحكمة لما فيه مصلحة أملهم وأمل الوطن.
لقراءة الجزء الأول اضغط هنا